تسألني أمرأة شقراء
لماذا أتيت ؟
سؤال جدا مبهم
سؤال لونه أحمر
إجابته منه أخطر
لماذا أتيت ؟
أجبته قائلا : صدفة
أتيت الى هذا العالم أول مرة
صدفة
أصابتي لعنتا مكان الميلاد
لون البشرة ولغتي الأم أيضا
صدفة
أما الى هنا
حيث مواعيد القطارات لا تخطأ
إلا أحياناً
والفقراء يجنون أموال الضرائب بانتظام
والناس يملؤون أوقات فراغهم بالعمل
هنا
حيث الناس يتحدثون بلغة الألغاز
ويضحكون فقط عندما يثملون
فلقد أتيت أيضا
صدفة
وبين الصدفتين كانت رحلة البحث عن وطن
لا يرتدي بدلة رسمية
أو قومية
وطن يكون كحلم طفل بلعبة
أو رغبة مراهق في قبلة
وطن لا يحمل اسمه معنى في قواميس اللغة
وليس فيه آله سوى امرأة مليئة بخطايا
أكبر من تفاحة
أو ليلة ماجنة في جهنم أو الفردوس
لماذا أتيت ؟
تسألني هي
أجبتها
أتيت أبحث عن وطن لا شيء ممنوع فيه
ولاشيء أيضا مسموح
وطن تلامس فيه السماء رؤوس الأطفال
وتقبل فيه السحب قلوب العذاري
وطن يجلس فيه الشمس والقمر
في البرلمان
ليكون الحكم فيه فقط للنور
بين الصدفيتين عشت زمنا لا طائل منه
أبحث عن وطن بدون تضاريس
ماعدى جسد امرأة
أغرق فيه كل يوم في رحلة من متعة
لأكون حينها فقط
مواطنا عن جدارة
عندما اكتشفت أن لا وطن للإنسان
سوى رحم أمه