رجوعاً للتقرير الإحصائي لوزارة الهجرة، نحو ثمانية وستون ألف طفل قدموا إلى ألمانيا بدون مرافق في نهاية العام 2016، 4000 منهم يعيشون في مدينة برلين. حيث تم تشكيل المجموعة الأولى من الكاتبات والكتاب، أغلبهم من دولتي أفغانستان وإيران. المجموعة الأولى كانت شُبان فقط، وهذا يعود إلى أن الشبان هم اللذين أرسلوا لوحدهم وليس الفتيات. هؤلاء هم: ياسر نقزادي، مهدي هاشمي، شاهزامر هاتاكي، غاني عتي، كاهل كشميري وسامي الله رسولي. آنذاك تراوحت أعمارهم بين 14 إلى 16 عاماً. تكريماً لنصوصهم التي لامست قلوب الكثيرين، حصلوا على جائزة مدرسة " إلزا لاسكر" الأدبية في العام 2018. الضيف الفخري للمهرجان "غونتر فالراف" وصف نصوصهم قائلاً: " أشعاركم تسللت إلى قلوب الآخرين".

بعد هذا النجاح المذهل، تأكد لنا أن مشروعنا سوف يكبر مع الأيام. بين العامين 2017 و2019 تقابل نحو 750 لاجئي في سياق ورش العمل في مدن ألمانية عديدة، أغلبهم كان من سورية، أفغانستان، العراق وإيران. بهذا أصبح في إمكاننا وضع اللبنة الأولى لأحد أهداف مشروعنا الأساسية وهو: جسر التواصل بين اللاجئين والآخرين اللذين ولدوا وترعرعوا في ألمانيا. لم يكن بإمكاننا مواصلة عملنا خلال جائحة كرونا. في العام 2023 رأي مشروعنا النور من جديد. في الوقت الحالي يمكن للكاتبات والكتاب، الكتابة في لغاتهم الأم، العربية، الفارسية، الأوكرانية أو الكردية.

اللاجئين خصوصاً الأطفال، لجأوا ليبقوا في ألمانيا. لكن، أهو أمر سهل؟ كيف عاش هؤلاء الأطفال هذه المرحلة الإنتقالية المصبوغة بالألم والحنين وفقد الوطن الأم، تحديات الوصول والشعور بالغربة الداخلية؟ كيف تحسست أقدامهم المكان الجديد وكيف يعيشون الفروقات بين الوطن القديم والوطن الجديد؟ كل هذه الأسئلة انسابت في نصوصهم الرائعة.