مرّت أيّامٌ من حياتي.
لا مَفَرَّ من هَجْرِ الأصدقاء و الأقرباء
و لا من هَجْرِ كلّ الأشياء و كلّ النّاس.
لا أقدرُ على وصفِ حالي في تلك الأيّام.
في المدينة الّتي نشأتُ فيها
ودّعتُ أصدقائي
وفوَّضتُ أمري إلى الله.
حضنتُ أعزَّ صديقٍ لي
في اللحظة الأخيرة.
كنّا في تلك اللحظة على وشك الانفجار بالبكاء.
و كان علينا أن نفترقَ
و ما كنّا ندري إلى متى
و في أيّ يومٍ سنلتقي بعضنا البعض مجدّداً.

حينما إنطلقنا
من بيتنا نحوَ طهران،
ودّعتُ كلّ المدينةَ،
ودّعتُ الطّرقَ،
وَدَّعتُ الأشجارَ.
و حاولتُ
حفظَ كلِّ شيءٍ في ذاكرتي
وعدم النّسيانِ أبداً.