ظننتُ أنّه في ألمانيا يمكنُ لكلِّ شخصٍ أن يُحقّقَ طموحاتِه
أنَّه ما من عقباتٍ تُوضَعُ في طريقك حينما تُريدُ بالفعل أن تحقّق شيئاً ما
ظننتُ أنّك تُمسكُ بزمامِ مستقبلك هنا
الأمرُ يختلفُ عن ذلك كليّاً
الفروق كثيرةٌ جدّاً هنا
بين الألمانيّ و الّلاجئ
بين التّركيّ و العربيّ و الرّوسيّ و الرّومانيّ
لكلّ شخصٍ آخر أن يتسوّق ”بشكلٍ طبيعيّ“في السّوبر ماركت
لكنّني أنا في هذا الحشد من النّاس
بالنسبة لهم غَيْر
هناك ناسٌ من كلِّ مَعْشَر
لكنّ الكادر الأمنيّ
من خلفي يترصّدني
لماذا أنا على الدّوام؟
بسبب حجابي
لأنّني مسلمة
ألا يمكنهم أن يضعوا أنفسهم في مكاني؟
ما مدى الضّيق الذي أشعر به عندما أُعَامَلُ هكذا
كم من السّخرية عليّ أن أتوقَّع من قِبَلِ أطفالهم
حينما يتصرّف البالغون هكذا
حينما تمشي في الشّارع كالعادة
يدفعونك بأكتافهم
حينما يمرّون بك
تكون في المترو
و حولك مُخْتَلَفُ النّاسِ
حينما يأتي المفتّش
تكون أنت أوّلَ شخصٍ يتمّ تفقّدُ تذكرته
ما الّذي عليّ أن أشعر به في هذه الّلحظة؟
بإنّي إنسانةٌ حُرَّة؟
بإنّي امراةٌ مُتَمَكِّنَة؟
أظنُّ أحياناً أنّني أضعتُ طريقي أنا
أضعتُ كُلَّ ثقتي بنفسي