في المطار انتظرَ شابٌّ
رِحلَته، رأى النّاس من حوله
و هم يلتقون ببعضهم البعض
تمنّى بعد 21 عاماً في الغربة
لو أنّ الغربة كانت بشراً
ليستطيع أنْ يخبرها بأحاسيسه
خاف أنّ وطنه
لم يعد قادراً على التّعرّف عليه
خاف أنّ إخوته و أخواتِه
لم يَعِدُوا قادرينَ على التّعرُّفِ عليه
تماماً مثلهم مثل أصدقائه
كان يفكّرُ بكلِّ هذا حينما نادوا لآخر مرّةٍ
على الرّكّاب إلى دمشق
حينما سَمِع النّداءَ فَرِحَ و خاف
كانَ متردّداً و خائفاً
أنّ آخر أمنيةٍ لأمِّهِ
لن تتحقّق
أنْ تلتقيه مرّة أخرى
لربّما لن تتعرّف عليه هي أيضاً
حينما وصل رأى فقط غرباءً
غُرياءٌ رحّبوا به
ثمَّ رأى أمّه في الكرسيّ المتحرّك
قالت لَهُ
يا ضوء عَينَيَّ
ركضَ إليها و عانقها
و بدأ كلُّ شيئٍ بالغناء
لكنّ أيَّ شيئٍ لم يؤثّر عليه بقدرِ
جمعِ شملِهِ بوطنهِ،
و في هذه اللحظة تمنّى
لو كانَ بمقدورِهِ أن يروي له كم اشتاق له
و كم كان صعباً
أنْ يكون بعيداً عنه