كان حارًا، شعاع الشمس يحرق بشدة

لدرجة أنني بالكاد أستطيع العمل

لكن هل يستطيع المرء ألا يعمل؟
عدم العمل يعني الجوع والتشرد
أين سأجد أنا وعائلتي مأوى
أُبلل وجهي بالماء، و أرتدي قميصًا خفيفًا أبيض اللون

ثم أذهب إلى السوق كي أعتني بالزبائن في المحل
على عكس ذلك لم أشعر بالصيف في برلين أبدًا
كان الجو دائم البرودة عدا بعض الأيام الحارة
التي سار فيها الجميع عراة بالشارع
أو جلسوا في الحدائق، أو ذهبوا ليسبحوا
وكنت مندهشًا، كيف يمكنهم أن يقضوا يومهم

سائرين بالشارع وجالسين بالحدائق ثم يجدوا
ليلًا مايأكلونه؟
الصيف في أفغانستان لم يكن فقط حارًا
كان مؤلمًا
آلام أمي

فقر وخيبة أمل أبي
ويأس أُختى التي كان عليها أن تتستر
من نظرات جائعة تتفحَصها من الرأس إلى القدم

في النهاية زُوجت رغم أنها تصغرني
والآن لها ابن
وأتساءل، أهذا ابنها أم دميتها؟
في صيفي الأخير بأفغانستان كنت في طريقي
إلى العمل حينما أطلق سائق دراجة بخارية رصاصه
على شرطي ثم هرب. كان الشرطي حديث الزواج
كانت بداية حياته. أراد فقط العمل وكسب المال
لكنه مات في ثانية
حينما أتت الشرطة كان قد غادر العالم

أتريدون أن أحكي لكم مجددًا عن صيفي في أفغانستان؟

أحببت قيادة الدراجة البخارية كي أتجول وأكبس على البنزين
يلفح الهواء وجهي وتشع الشمس وأكبس على البنزين
مفكرًا فقط في جمال طبيعة غزنة ثم أسرع
فجأة تمر سيارة بجانبي وتبطئ
السائق يشير لي، توقف!
خفت فكبستُ على البنزين وهربت
اتصلت بابن عمي: افتح الباب، هناك مَن يلاحقني
ويريد اختطافي.
كانَ هؤلاء الذين يلاحقون الشبان الوسام
بسرعة جنونية هربت في اتجاهه، إلى بيته
فتح لي الباب واندفعت إلى الداخل
لهثت حامدًا الله 

أتريدون أن أحكي لكم مجددًا عن صيفي في أفغانستان؟

بعد سنة من الغربة كنت سعيدًا، أخيرًا وجدت مطرحاً
غرفة لي وحدي
أربعة جدران لي، ومفتاحًا للباب تحت تصرفي
تنهدت وفتحت الباب ثم غفوت من الإرهاق
لم تُغلق عيناي بأكملها حينما فُتح الباب
وشعرت بوجود قوي لأحد
لم أفتح عينيَّ وغطيت وجهي
فجأة شعرت بثقل جسدٍ على جسدي
فتصببتُ عرقًا وأخدتُ أرتعش
فتحت فمي لكن لم يخرج صوت
سمعت الحاضر يقول: ماذا تفعل هنا
ولمَ أتيت إلى هنا؟
أخذت أصرخ بشدة حتى أيقظتني شدة صرختي
كان قد غادر، فتساءلت مُن كان هذا حقًا؟

فازت هذه القصيدة بجائزة.