عندما ابدأ بكتابة شيئ أشعر كأنما أكتب تجربة شخصية لشخص ما عرف راحة بال منذ أن وعى على حياة لم يعرف فيها إلا أن الحرب شيئ بشع جدا .
وهذا وإن افترضنا أنه عاصر فقط!
حربا واحدة فكيف بمن عاصر حرب الإعتقال والإذلال والإهانة وأقسى بل أشد أنواع التعذيب التي لم تروها ولن تروها.
كيف هذا؟ سأحاول أن اختصر قدر المستطاع في هذا المقال الذي أراه من وجه نظري الشخصية مقال يجب على كل من كان له عقل او قلب سليم أن يستفيد قدر المستطاع من تجربتي التي مررت بها ولا أخفيكم سرا أني كثيرا ما تمنيت الموت من شدة ما لقيت من تعذيب تحت أيدي جلادي الذي كان للأسف سوريا.
فكنت اول المتظاهرين ضد الديكتاتورية الأسدية،لكن على الجانب الآخر عارض اخوتي ما افعل وكانوا يخافون خوفا عظيما ودائما ما كانوا يقولوا لي هؤلاء على استعداد لذبح كامل الشعب من أجل كرسي الحكم فماذا تفعل .!
انت تهلك نفسك فقط .
واستمروا في هذا وهم كذالك إلى الآن.
حتى أن بعض المظاهرات وصل تعداد المشاركين بها إلى مليون ومائة ألف إنسان حر.
هناك في مركز المدينة(ساحة العاصي) وبينما انا اسحب شخص قد أصيب بطلق ناري في رأسه وفارق الحياة من فوره فوجئت ببعض عناصر الجيش النظامي (جيش القتل الاسدي) خلفي وقالوا لي (سنبيدكم ) (الله يذهب وبشار لا يذهب).
وقادوني لفرع المخابرات الجوية الذي يقع على أطراف المدينة المنكوبة هذا وجعلوا كلهم يضربونني باسلحتهم بأيديهم. بالكرابيج. وبكل شيئ تستطيع أن تتخيله حتى أني وصلت هناك مغمى على والدم قد تخلل كل جسدي وثيابي.
فجعلت آمل أن أخرج من سجني كل يوم الذي دام أربعة أشهر تماما من ٣/٦حتى ٣/١٠ /٢٠١١ .
أثناء فترة سجني التي لم أرى بها ضوء الشمس بتاتا ولم اسمع خبر عن أخوتي وأولادهم كانوا هم يعملون على إخراجي من المعتقل وقد كلفهم ذالك الكثير من المال والاتصالات بالمعارف.
وكانت كل مرة اعتقل فيها تكلف اهلي من المال ما هو كثير ووفير
حتى أتى اليوم الذي قالوا فيه لابد من اخراجك من هنا فقد أصبحت في سن الجيش.