ما لا أحِنُّ إليهِ في أفغانستان:
الخطر في الشوارع. لم تعد أيُّة امرأة تغادرُ البيت بمفردها مساءً اعتباراً من الساعة الثامنة. دائماً هناك شيءٌ سيِّءٌ يَحْصَلُ.

ما لا أحِنُّ إليهِ في أفغانستان:
أنْ تُجبَري على ارتداءِ البُرقُعِ في عمر الطّفولة فيما فقط العيون مكشوفة. ما هذا البلد الذي يغَطِّي رؤوسَ الفتيات الصّغار؟

ما لا أحِنُّ إليهِ في أفغانستان:
الاضطّرارُ على مشاهدةِ الأمِّ اليائسة و هي تذهب إلى الحمَّامِ و بيدها خرطوشة غازٍ و تحاولُ أنْ تُشعِلُ النّارَ بنفسها. أنْ أيأسَ مِنْ أنْ يكونَ لديَّ و للأطفال الكُثُر و للإخوة و الأخوات ما يكفي من الطّعامِ و أنْ أُجبَرَ على المعاناة من الجوع. أنْ يكسِرَ الأبُ البابَ و يُخرِجَ الأمَّ بحُروقٍ على جسدها من الحمّامِ.

ما لا أحِنُّ إليهِ في أفغانستان:
دُموعُ طفولتي التي شاركتُها مع صديقتي. صديقتي شاهدت كيف يضرُبُ أبوها أمَّها. ضربها ضرباً مُبَرِّحاً حتّى ماتت. الأب تزَوَّجَ امرأةً أخرى بكلّ بساطة. لا شُرطةٌ ولا جزاء. حينما تأتي الشّرطة يدفعُ الناس نقوداً و هكذا تغادر الشّرطة.

سألوني في جلسة الاستماعِ لدى المكتب الاتّحاديّ للهجرة و شؤون اللّاجئين:
ما الذي ستفعلينه إذا ما رحّلناكِ؟
أجبتهم:
سأُحرِقُ نفسي أمامَ أعيُنِكم.


التّرجمة من الألمانيّة: فَرْمان القَصَاري