تسّمرت مكانها،
مشي الزمن في طريقه،
لم يعتري لها .
بقت، حيث الماضي ماضي بعد.
ماضٍ خصب، نبتت فيه أحلامها،
ماض ترك أحلامها تبكي في أرضٍ بوار.

هناك تحطّم السُلم الذي كانت تصعد إليه حيث أحلامها،
تداعبها وتعود.
تهدّمت أركان الأحلام القديمة، تكسّر سُلم المفضي للهدؤ.
كانت هناك، بين ركام الأحلام والشكّ،
كابدت أنفاسها،
إنهمرت دموعها علي عينيها اللوزيتين،
والكلمات ماتت علي ضفاف حلّقها.

غطّي التعب وجهها الطفولي.
رأت حلم جيل يافع يتهاوي،
لو رأيت وجهها، لرأيته،
لرأيت الصغار داخل صناديق الموت،
رباطٌ مثبتٌ علي أكتافهم،
بينهم أوراق درسٍ، وصفحات كتب مقطّعة.

مشت بلا هدفٍ في أزقة شوارع المدينة،
ترافقها رائحة القنابل و لون البارود،
سمعت أن جارة لهم قضت حياتها داخل حقيبة،
هربت عبر الباب الخلفي وضاعت في الظلام.

أحلمٌ هو؟ قالت،
محاولة لصفع الذات، والخداع.
خارت قواها، جلست هناك،
إستسلمت للدموع،
بكت شبابها الذي لم يكن ولن يعود،
بكت أحلامها الضائعة، إلي الأبد.

اللجؤ؟
كم صعب هذا الخيار، لا خيار غيره.
صوتُ روحها المحطمة يؤلمها،
يأتي متي ما يشاء،
حتي وصل المُهرب بلا ميعاد، دليل الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

الرحلة صعبة،
تسلّقت جبال تعانق السماء،
صارعت غابات مظلمة، لتبقي ملابسها المهترئة علي قيد الحياة.
تاقت لعبائتها الوسيعة، للطاولة والكراسي حولها،
ما زالت تمسك علي الحُزّمةِ بيديها المضرجتين بالدم.

إنتفخت رجليها، ركبتيها مخدّرتين،
تهرب بعبينها بين الفينة والأخري،
إلي الأراضين، إلي الوديان هناك.
لم تعد قادرة علي المشئ،
نست أن سجينة الحُزّمة.