كَبِرتُ في ممرٍّ كان يخدشُ قدمَيَّ
إلّا أنَّه كان طويلاً بلا نهاية.
في مطبخٍ مليءٍ بضوءٍ دافئٍ و مطبوعات روتكو
و بلاطٍ مُخَطَّط
و ذباب الفاكهة.

كبرت مع النّادل في مطعم بريمو في نهاية الشّارع
والّذي صادفَ عيدُ ميلاده عيدَ ميلادِ أخي.
تحت إطارِ التَّسلُّق الأصفر بحجمِ شجرة النَّخيلٍ الملكيّ
بين جدران مطعم الفلافل المَطلِيّة على ناصية الشّارع
داخل صناديق الورق المُقَوَّى خلف السوبر ماركت.

عُدْتُ في الشَّهر الماضي
كي أجلس على الطّرف الآخر من الشّارع و أتساءل
إن كانت العائلة الّتي تقيم الآن هناك
قد غيَّرت بلاطَ أرضيّة المطبخ
و ماذا لو لم أرى هذا الشَّارع أبداً مجدّداً.

وألّا أُدرِكَ أبداً
أنَّ ماكس لا يعملُ هنا بعد الآن
لأنّه تمَّ بيعُ المطعم
وأنّ المالك الجديد لمطعم حبيبي
لم يحبّ الرّسومات على الحائط
و أنّه خبَّأها بطلاء أخضر باهت
و أنّ إطار التّسلّق الّذي بدا شامخاً نحو السّماء
بالكاد يمسُّ ذقني.

و أنْ أشتاق دائماً إلى الوقفة على اليدين
على بلاط أرضيّة المطبخ المخطّط.