سلامٌ عليكِ صديقتي العزيزة،
منذُ أيامٍ كثيرة فتحنا قلوبنا لبعضنا البعض.
لم أرغب أبداً أن أبتعد عنك.
كنتِ الوحيدة الّتي كانت تفهمني.
أنا الآن بعيدةٌ عن عائلتي.
قد مضت سنةٌ.
في هذه السّنة علّمتني الحياة الكثير من الأشياء.
الخروجَ لوحدي و التَّسوّقَ لوحدي و تناول الطّعام لوحدي و الجّلوس لوحدي.
الوحدةُ قاسيةٌ جدّاً.
الوحدة شَرٌّ قد يُخْرِجُكِ عن طوركِ.
لكنَّنا لا ننفِّذُ ما نفكّرُ به في هذه السّاعات السّوداء.
اللّطف و الصّداقة و المشاعر. ليس لهذه الأشياء كلّها مكانٌ هنا.
كثرة الوحدةِ ترهقني.
على عكس ذلك فإنَّ حُبَّ الأبِ و الأمّ لا يَخُورُ أبداً.
يَكْمُنُ الحبُّ الحقيقيُّ في هذه الصّلة، صلة الوالدين بالأولاد و صلة الأولاد بالوالدين.
لا معنى لأيِّ شيءٍ خارج هذه الصّلة.
و أنا أقتاتُ على أمل الّلقاءِ مجدَّداً.
٢٠١٨ | ساره صافي | أفغانستان