في اليوم الّذي وصلتُ فيه إلى ألمانيا
لمْ يمُدَّ لي أحدٌ يدَ المساعدة
لمْ أعرف من كان بإمكانه مساعدتي
لم أعرف إلى أين كنت أستطيع أن أذهب
لم يُعْطِني موظَّفو الأمن للمكتب الاتّحادي للهجرة و اللّاجئين
أجوبةً صحيحةً على أسئلتي
كان يوماً مُشمِساً و دافئاً
دون ماء، دون غذاء، دون نقود
وحيدةً، دون مرافقة
صادفتُ شابّاً آخر أمام المدخل
حتّى تلك اللّحظة كان قد أمضى أربع سنين هناك
سألتُه كيف لي أنْ أجذبَ الانتباه إليَّ في هذا البلد
أجابني: لا أدري
جلبوني إلى المكتب الحكوميّ للصّحة و الضّمان الاجتماعيّ
في شارع تُرْمْ شْتْرَآسَهْ في برلين
فجأةً كُنْتُ هناك
في وسط هذه الغرفة
لا أبواب، لا جدران
قاعةٌ للرّياضة
خُصِّصَ لي سريرٌ في وسط القاعة هذه
كنتُ الفتاةَ الوحيدة، هناك، في وسط هذه الغرفة
وحيدة
حلّ اللّيلُ
شعرتُ بالوحدة و اعتراني خوفٌ شديد
الخوف من أنْ يقترب منّي أحدٌ ما
نمتُ لساعتين فقط في تلك اللّيلة
أرَّقني القلقُ
في اليوم التّالي
كان جسدي في منتهى التّعب
تعبٌ لا يُصَدَّق
لم أستطع أنْ أخطو خطوةً واحدةً
يَئِستُ من السّؤال
إلى أين عَلَيَّ أنْ أذهبَ الآن؟
قَلْبي طَافِحٌ بالأَلَم
جَسَدي طَافِحٌ بالأَلَم
قَلْبِي طافحٌ بالخَوف
التّرجمة من الألمانيّة: فَرْمان القَصَاري