خمسة وستون شخصَاً على القارب
أشار المهرب إلى الجبل
وقال: هناك اليونان
تساقطت المياه علينا كالحوائط
توقف المحرك
كان هناك أطفال كثيرون على القارب
انقلب القارب
لا أجيد السباحة
بقيتُ دقيقتين تحت الماء
حتى جذبتني سترة النجاة الحمراء إلى السطح
كنت خائفًا مفزوعًا
كان البرد شديدًا
الجميع يصرخ، وأنا معهم
كان أمامي طفلٌ
واسيته
عليك ألا تبكي
كنت أخدع نفسي
ثمّة أم غرقت أمام عيني
وطفَلها في حضنها
ساعتان حتى وصل المركب
لينقذنا
عشرون شخصَاً نجوا
جميع الأطفال الصغار ماتوا
شاب في مثل سني
جلس بجانبي على مركب الإنقاذ
وأخذ يصرخ باستمرار
"يا أمي، يا أمي"
سألته: لِمَ تبكي؟
قال إن عائلته، سبعة أشخاص
ماتوا
سألت نفسي، مَن كان سيقول لوالديَّ إن كنت غرقت أنا في البحار
أنني وحيدَهما
كان- الأطباء في انتظارنا
لم أستطع الوقوف على ساقي
انتشلوا ثمانية موتى فقط
ذهبنا نحن الناجون إلى المشفى
نمتُ ثمانية أيام وثماني ليال
وبدا لي كل يوم كأنه سنة
حينما غادرت تركيا كان معي ١٠٠ دولار
فقدتها في المياه
في اليوم العشرين هاتفت البيت
قالت أمي: لِمَ لم تتصل؟
ثلاثة أيام لم آكل من القلق
قلت أنني وصلت سالمًا
فقط لم يكن معي مال للهاتف
كيف يمكنني أن أقول لها إنني
لعشرة أيام لم أستطع أن أحتسي إلا الكاكاو لأن
جسدي كان ممتلئًا بالمياه المالحة