على أبواب الجنة يخيم من اضل الطريق
يصرخون بين الصارخين
فلا هويةً لصرخاتهم
لقد عاشوا مشككين
لا مستقرَّ لمن انحاز الحياد
لا جنة لهم على الأرض ولا نار
في الفضاء يعومون ككوكبٍ بلا مسار
ما كان الوطن فراشاً دافئاً
ولا المنفى اختيار
ما كان الوطن صادقاً
ولكن الصّدّقين كثار
عذراً لهم فهم بعد لا يعلمون
نحن لسنا من نكون
نحن ما وجدنا عليه أجدادنا منذ انشقاق البحر يتناقلون
وأجدادنا في المقابر يرقدون
افسحوا الطريق لأحياءٍ في المقابر يتوطنون
هذا الوطن مقبرةٌ يا سيدتي
تموتين فيه قبل أن تولدي
في شوارعنا يتبخترُ بعضُ اللحمِ والعظمِ
جدرانُ بيوته تبكي وتنعي كل ثانيةٍ حلماً
لا حياة الآن في قاطني الغُرَفِ
مسافرٌ ولم تجري الرياح بما اشتهت لها سفني
فليست الأرضُ فاضلةٌ
ولا فيها الأنهرُ الخُلدِ
على هذه الأرض ترقص الشياطينُ أحراراً
والملائكة ساديةٌ تحفر كل مثقال ذرةٍ على كتفي
٢٠٢٣ | محمد زهرة | سوريا