يا بانكسي!
لم تسمع أبدًا صوت الماء
وهو يتسلل إلى القارب،
يمتزج بأنفاسٍ مضطربة.
لم ترَ صدراً يعلو ويهبط متقطعاً،
ولا الفزع في عيونٍ متسعة،
ولا تلك الصرخات، العالية منها والخافتة،
ولا هذه الوحشية التي تتفجر من الإنسان،
ولا المطر العاصف العنيف،
ولا الأجساد المتدافعة في ثيابٍ معتمة.
لم تشعر بالقارب وهو يرتطم بالأمواج،
لم ترَ الجثث وهي تطفو فوق الماء،
كأسماكٍ ميتة،
بكماء، بلا صوت.
لم ترَ شيئاً من هذا.
يا بانكسي!
هل تعلم أنني سقطتُ على الأرض في وطني؟
سقط ظلي معي،
وحيث كان قلبي،
لم يكن سوى قطعة طوب.
هل تستطيع أن تخمّن وزن قلبي؟
يا بانكسي، لا تخطئ الفهم!
أنا ميّتٌ يسير بينكم،
منحتني الحكوماتُ الإذنَ
لأدفنَ نفسي بيدي.
لا شيء جميلٌ في قاربٍ مطاطيّ، يا بانكسي…