أمٌّ أفنت حياتها من أجل طفلها،
وبذلت كل ما تملك لأجل عائلتها.

أمي، انظري إلي،
انظري إليّ ولو لدقيقة واحدة، انظري هنا.
ماذا عساي أن أقول؟ أنتِ على حق.

أنا السبب في تجاعيد وجهك.
لقد تحملتِ الكثير من أجلي،
وكان ألمي مجرد واحدٍ من آلامٍ كثيرةٍ عانيتها.

الشعر الأبيض في رأسك، هذا أنا.
الدموع التي انهمرت على وجنتيك، هذا أنا.
الليالي التي لم تعرفي فيها النوم، هذا أنا.
الأمل الذي يرسم الابتسامة على وجهك، هذا أنا.

من بعيد، صرختُ إليكِ،
في تلك اللحظة التي كنتُ على وشك الاستسلام فيها.
طوال اليوم، كان قلبي يتوق إلى الوطن.
كنتُ أريد أن أعود، أن أراكِ، أن أستمد القوة من وجودك.
أن أجد السلام من جديد بين ذراعيك، بدموع الفرح.

ربما يأتي يومٌ أعود فيه إليكِ،
وستقولين لي من جديد: نم، سأغني لك تهويدة.

لكنني حتى أستطيع أن أشعر بأنني أستحق ذلك.