مهداة إلى إبنتي التي لم تولد بعد
آخُذُ نصيبي من العزلة،
ووجهكِ ينير حُلمي.
وجودكِ هو زبدة وجودي.
أشعر بالرضا بعد أن تطبعي قبلةً في خدّي،
ضحكتك تطرد خوفي،
ولو تتكلمين هذه اللغة،
سنلبغ سفوح الفنّ.
أنت بِذر الروح،
لذا أرنو أن أتحد مع روحك
بلى آلاء!
أكتب إليك من عوالم، بعيدة عنك.
بعيدة عني أيضاً، بذات المقدار.
>أكتب إليك من بين ظلال دورٍ مضت.
اتكأت على جدار الحبِ، بقيت هكذا،
ستأتي يا آلاء! كم مفرح ذلك،
حضورك الطبيعي العفوي،
يشبه مرآة غالية الثمن، طالما وقفت أمامها.
جسدك، يشبه كرات الثلج.
أعرف أن ظلك لم يلامس ظلي بعد.
مداخل غار حراء، التي تتوق لرؤية النبي محمد،
لم تفرد يديها بعد، تسير العناكب فيها.
لن نسافر سوياً الآن،
عالمينا المتوازيين لا يتسلل إليهما الملل.
لم تقّسمي الولاء لي،
أنا، أنا من فعل.
وعيتُ، تدري بماذا؟ أن عبقك بذرة شجرة الوجود،
عيناك تضمان كل موجود. السواد.
جسدك يعطي روحي جسداً.
الجسد يشبه كهفاً، أنت لحن السجد.
موسيقي تصدر لحناً حزيناً، طرطقات صدف.
أدري، أن حنينك يضئ صدف البحر، والوجود.
أدري، سألمسك يديك غداً وأركض بلا هدف.
في بلادنا، ذاك العالم الهادئ، بقبلٍ راضي،
سأعود يا آلاء. أنا؟ أفكاري حول أناي الضائع. كم رائع ذلك!
أنت بذور الروح،
لذا روحي روحك.
استندت بظهري على صندوق السِرّ، والحنين يحميني،
لكن، أنا رجلٌ كردي في آخر المطاف.
سأعود للحياة مرة أخري، في جبل توخ مانكوس1،
جذوري في جبال المازروجان.
ما زلت أفكر بك، بإسم عشّا2 وأولياء الوجود.
لكن أخاف، أخاف أن يزيد هّمي هماً بحضورك،
أخاف عليك يا عيد نيروز بلادي.
أنت وطني، حفظتك السماء.
دمي فداك في أعالي الكون.
لا أدري، لم سقطت على أرض الحلم؟
عاودت السقوط؟
خوفاً مستبطن؟
لم أدري كم من الأطفال غسلت، قبل أن أصير أباك؟
أصلّي منذ أعوام من أجلك، كل يوم.
لا أدري متي استيقظت بعينيك،
اللتان تشبهان "إفّرين" وأشجار زيتونها.
لماذا أسقي شجرة الريحان فوق نافذي؟
والأخري الي تقف في حقل حُصِد للتو؟
ولم أسقي الحرية لوحدي في الجبل؟
لما سُجنت بين أجنحة كردستان؟
وكم عمر تاريخ الظلم هناك،
تاريخها الذي لم يكتب ولم يذكر بع؟
قولي لي آلاء، كيف؟
متي ستقولين لي:
ما سر عزيمتكم ؟
أي سر؟
كوني روحي، روحك التي لا ترتوي
- 1 معبد يقع في دولة أرمينيا الحدثة ويعود إلي ما قبل ميلاد المسيح. أسطورة الشاب الأسود تحمل في طيتها الخير والشر معاً
- 2 إله العدل في العقيدة الزراداتشية