برلين... حلم طفل اصبح حقيقة
برلين
منو جان يتوقع بفد يوم انو انا لح اجي على برلين؟
بعد بداية جائحة كورونا بديت احس انو الحياة بدت تموت و ماكو هدف اصلاً من حياتي كلها. اكثر من سنة ممنوع الخروج من البيوت و الالتقاء بالاصدقاء. من الناحية الدراسيه جنت جيد بس ماجنت بالمستوى انو اوصل لمعدل عالي لاْدرس هندسة وماردت اسبب ضغوطات على اهلي من الناحية الماليه لإرسالي لجامعة خاصة أو للدراسة بمكان ما بالخارج. أوضاع العراق كانت عم تزداد صعوبة، والمستقبل فيها لناس مثلي كان جداً قاتم.
الهجرة
ضمن هي الظروف انزرعت فكرة الهجره الى اوربا بداخلي. اولاً راح اكون مضطر اعتمد على نفسي من نواحي عديده وثانياً راح تكون نسبة نجاحي اكثر بالمكان الجديد اللي ممكن يوفر فرص أكتر. ومع الوقت بلشت الفكرة تتجول إلى هاجس حتى صارت اللحظة اللي ممكن أحقق هالفكرة.
بغداد والوداع
كان يوم 4 آب ٢٠٢١. ودعت امي و اهلي وداع سريع جداً وانطلقت وي اخوي و ابن خالتي من البصره لبغداد لهدف الطيران من مطار بغداد الدولي الى مطار منسك في روسيا البيضاء. وصلنا لبغداد في وقت متأخر حوالي ٣ الفجر تمشينا بشوارع بغداد الهادية بهذا الوقت و بعدها على الساعه ٥ فطرنا مخلمه (بيض باللحم) ومازالت قادر أتذكر طعمتها للحين. و بعدها أخدنا تكسي للمطار وصلنا تقريباً الساعه ٧ ونص صباحاً الى مطار بغداد و دخلنا الى صالة الأنتظار. طيارتناجانت على الساعه ٩ وربع. ركبنا الطياره و طرنا، أنا ضليت تقريباً ٣ ساعات كاملة أتطلع من الشباك وأتامل السما الرحلة طولت اربع ساعات ونص. بعدها هبطنا في مطار منسك و اضطرينا ننتظر اكثر ٨ ساعات داخل المطار!
حدود
كان في شخص ينتظر الناس خارج المطار من اجل قيادتهم الى الفندق. التقينا بهالشخص و اخذنا على الفندق. بعد يوم واحد راحه فقط قررنا المحاوله للذهاب الى ليتوانيا، لأن حسب الاخبار التي توفرت إلنا، ليتوانيا حدودها كانت مفتوحه وسهله. روسيا البيضاء كانت فقط محطة العبور، والهدف كان الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. ركبنا بعض السيارات كمجموعه عراقيه مكونه من ٤٠ شخص وانطلقنا نحو الحدود.
أيام صعبة
عند الوصول الجو جان عاتم جداً و صعب اصلاً ان تشوف اي شي. دخلنا الغابة و مشينا تقريباً ٣ ساعات ونص لحتى وصلنا للحدود اللتوانية. بلحظة الوصول ركضنا كمجموعه لنعبر الغابات اللتوانية، لكن خلال لحظات فقط ظهر حرس الحدود اللتواني المسلح و منعونا من الدخول وأجبرونا على العودة للحدود البيلاروسية. الجو كان صار بارد والأمطار غزيرة جداً.
الوصول إلى برلين
وصلت برلين تقريباً ببداية ربيع سنة سنة ٢٠٢٢. للأسف ماجان عندي اي صديق عايش ببرلين و جنت حرفياً وحيد. سلمت نفسي لأحد المنظمات الخاصه بالعنايه بالقاصرين. بعد وصولي الهم جنت متفاجئ جداً لأن جانو طيبين جداً بتصرفاتهم.
نويكولن
اول شقة بحياتي جانت داخل هاي الجزء من المدينة. واعتقد إنو بهي الشقة وبهالحي قضيت أجمل الأوقات بحياتي. كنت استمتع دائماً بالمشي داخل الحارات والشوارع الفرعية بنويكولن لأنها شعبية وتذكرني بتفاصيل منمدينتي البصرة. نويكولن جانت بداية تعرفي وعلاقتي ببرلين.
اللغة الألمانية
ما كنت متصور إني رح أحب هذه اللغة بهذا القدر. استمتع دائماً لمن احجي بهاي اللغه و اتعلم شي جديد من خلالها. اللغة هي مفتاح لعلاقتي بالمدينة وعلى الصعيد الشخصي فادتني اللغة بالتعرف على أشخاص جدد ألمان ومن دول ثانية. حلمي انو اكون اقوى من الألمان بلغتهم!
اللجوء
لما باشرت باجراءات اللجوء لدى وصولي لألمانيا، كنت لسا قاصر، لكن مقابلتي صدفت بعد بلوغي بثلاث اشهر في الربع الأول من سنة ٢٠٢٣. وللأسف تم رفض طلب لجوئي. سبب لي هالشي أزمة كبيرة، وانهرت نفسياً و بقيت بالبيت ما أطلع لمدة أسبوع.
التطوع
قررت إنو لازم أعمل شي حتى لو ما كان عندي لسا الحق ولا الفرصة إني اشتغل. التطوع كان وسليتي لأقدم شي للناس اللي حوالي. وهيك بلشت اتطوع بمشاريع مختلفة بأماكن متعددة داخل برلين.
تكريم خاص
بنهاية سنة ٢٠٢٣ تمت دعوتي الى حفل للمتطوعين داخل نويكولن. توجهت للحفل مع احد اصدقائي و بل طريق صديقي قلي تخيل انو يصيحون اسمك و لازم تصعد على المسرح. ضحكتني الفكرة وقلتله مستحيل وأنا أصلاً بخاف أصعد على أي مسرح.
ذكريات وأحلام
من وصولي لبرلين لحد الآن مرت حوالي سنتان على لغه جديده، أماكن جديده، طقس بارد بل نسبة الي، اختلافات كتيرة والأهم مديدة جديده. أعتقد إني خلال هالفترة سويت شغلات كثيره وتعرفت على عالم جديدة. لكن كل مره أقول لنفسي إني اعرف برلين ترجع المدينة وتفاجئني بشي جديد.