تدري ما الحب؟
لا, ليس "كوشانيا" ذاك الحب الملّتهب بين عشيقين,
ليس الحب: الذي يذيب الجسد والقلب,
يتركهما يحتفلاً بوحدتهما،
الوحدة التي يضيئها نورك.
أتدري عشقاً آخراً, أسمي, عشق الوطن؟,
الحب الذي وُلِدت فيه, كبرتَ في قلبه,
هناك, حيث تتغذي علي بذور الحرية, عبر الحبل السِرّي,
حيث يفّرد الطائر الأبيض جناحيه ويحلّق بعيداً؟
هل سرتّ قطّ في السهول,
في ظلال الغابة, علي ضفاف النهر, والجبال السامقة,
وكادت أنفساك تنفذ من شدة الإنبهار,
وأدركت: أن لا مكان يفوقه جمالاً في هذا العالم؟
هل شعرت قطّ بإندفاع الريح بين مسامات الجسد,
شممت رائحة الأعشاب وزهور الربيع؟
أخذت نفساً عميقاً, وأنتظرت,
سألت: هل ستتسلل تلك الرائحة عبر أنفك مرة أخري؟
هذا هو حب الوطن يا سادتي,
بعمق الأرض, وبعد السماء,
الحب الذي يستمد الصغار والكبار منه الحياة.
هذا هو حب أوكرانيا.