هذه القصيدة هي ذكرى
للمهاجرين الذين غرقوا،
وللعشاق الذين حال البحرُ
دون لقائهم.
كانت رسالةُ حبٍّ
آخرَ ما بعثَتْ به حبيبته،
لكن الماءَ اختطفت كلماتها،
ذلك الماءُ الذي يظمأُ إلى
حياتي وحياتك.
كانت عيناك لتفيضَ بالدموع
لو أبصرتَ أسرارَ سطورها.
كم كان شوقُها إليه عظيماً،
حتى حاولت أن تسبح نحوه،
نحو حبيبها،
لكن البحر ابتلعها في طريقها
إليه.
فلتسقطْ هذه الدنيا،
وليسقطْ هذا البحر،
ذلك الذي أثار العاصفةَ
فوق هذا الحب.
وحيدةً كانت في قلب البحر،
غرقت في ذكرياتها عنه.
لا يزال هو منتظراً عند
الشاطئ،
بينما هي، تملؤها اللهفة،
ترتقب لقياه في الجنة.
حبيبي،
لا تبقَ أسيرَ حزنك عليها،
بل اسأل البحرَ
عن مصيرها.
حاسب البحرَ
الذي ائتمنته عليها،
ذلك البحر الذي خانَ عهدكما
وسلبك حبَّها.